كان كعب بن الأشرف من اليهود من بني النضير وقد كان رسول الله قد عقد العهد مع اليهود من بني قريظة وبنو قينقاع وبنو النضير وقد نصت المعاهدات على العيش بسلام دون المساس بالاخر وعدم مساعدة عدو الاخر ..فماذا فعل كعب بن الاشرف ليستحق القتل ..قبل كل هذا وجب علينا التنبيه بالآتي ::::
جاء في صحيح مسلم ..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (((لكل غادر لواء يوم القيامة يقال : هذه غدرة فلان)))..
يقول النووي ((في هذه الاحاديث غلظ تحريم الغدر..لاسيما من صاحب الولاية العامة..لأن غدره يتعدى ضرره الى خلق كثيرين))
وفي البخاري – حديث هرقل الطويل مع ابي سفيان في سؤاله عن رسول الله (((فهل يغدر قال لا ..ثم قال هرقل سالتك هل يغدر قلت لا والرسل لا يغدرون ))) ..
وكما جاء في سنن لابي داوود وصححه الشيخ الالباني عن ابي هريرة رضي الله عنه قال (((الايمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن))) يقول بن عبد البر في كتاب الاستذكار5-33 ((والفتك : هو القتل بعد الامان وبعد التأمين وان فعل ذلك سقط شرط الايمان فهذا حرام بالاجماع وان للكافر الحق في الامان)) ..وقال المناوي ((الايمان قيد الفتك)) أي يمنع القتل بعد الامان فهو غدر))
وكان كعب بن الاشرف حانقاً على الاسلام حتى حين بلغه هزيمة المشركين في بدر قال ((( ان بطن الأرض خير من ظهرها ))) .. فأخذ يهجوا رسول الله ويمدح عدوهم ..
...فلماذا امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل كعب بن الأشرف..؟؟...
كان كعب بن الاشرف من اصحاب العهد الذي ابرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بني النضير لأنه كان من كبراءهم هو وحيي بن اخطب ..فماذا فعل يستحق القتل..؟؟
لما تأكد كعب من هزيمة قريش أخذ في هجاء رسول الله والاسلام ..
ذهب لقريش ونزل عند المطلب بن ابي وداعة السهمي يستأجشهم (أي يقويهم على رسول الله) وينشد شعراً ليحرضهم على الاسلام والمسلمين ويرثي قتلاهم في بدر مما يناقض العهد لأن قريشا كانت عدوا ظاهرا دوما ..هكذا تحالف مع اعداء المسلمين ..وحين راه ابوسفيان قال له ((أديننا أحب اليك ام دين محمد)) فقال له ((انتم اهدى سبيلا ..وانا معكم))..فقالوا له ..ياكعب انك من اهل الكتاب وهو صاحب كتاب ولا نأمن ان يكون مكراً منك فان اردت ان نصدقك فاسجد لهذين الصنمين (اللات والعزى) وآمن بهما ففعل ..فنزلت الآية في سورة النساء-51 ((الم ترى الى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا)) ..يقول ابن عباس في تفسير الآية ..الجبت هو حيي بن أخطب وطاغوت الكفر هو كعب بن الاشرف .((((كتاب الصارم المسلول لشيخ الاسلام بن تيمية صفحة 145))))
ويقول شيخ الاسلام في صفحة 189 من نفس الكتاب(((ولم يكن النبي ليأخذ أحدا من المسلمين او المعاهدين الا بذنب ظاهر، فلما رجع كعب الى المدينة اعلن الهجاء والعداوة وشبب بنساء المسلمين وقبلها بمكة قد استنحرهم على حرابة رسول الله فاستحق..لظهور اذاه وثبوته عند الناس)))
*يقول ابن الجوزي في كتاب (كشف المشكل) 1-704 ..((( فإن قيل كيف أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل كعب فتكاً وقد قال:”الإيمان قيد الفتك”، فالجواب: أنه نقض العهد فجاز قتله على أي صفة كانت كما يجوز تبييت الكفار على غرة وإنما الفتك بمن لا يحل قتله.)))
*ويقول الحافظ بن حجر في فتح الباري 6-185 (((انما فتكوا به لأنه نقض العهد وأعان على حرب النبي وهجاه)))
*قال النووي في شرح مسلم 12-161 (((انما يكون الغدر بعد أمان موجود وكان كعب قد نقض العهد)))
*الامام البغوي في شرح السنة11-45 (((قد ذهب بعضُ مَن ضلَّ في رأيه وزلَّ عن الحق إلى أن قتل كعب بن الأشرف كان غدراً وفتكاً , فأبعد الله هذا القائل , وقبَّح رأيهُ من قائل , ذهب عليه معنى الحديث , والتبس عليه طريق الصواب , بل قد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : (الإيمان قيَّدَ الفتكَ, لا يفتكُ مؤمنٌ) والفتك ان يقتل من له امان فجأة وكان كعب ممن عاهد النبي صلى الله عليه وسلم ان لا يعين عليه أحد ولا يقاتله ثم خلع الأمان ونقض العهد ولحق بمكة وجاء معلنا معاداته يهجوه في اشعاره ويسبه فاستحق القتل لذلك)))..انتهى.
الجمعة سبتمبر 05, 2014 4:04 pm