............يهدي من يشاء ويضل من يشاء..............

زائر

قبل الشرح والتفنيد ..وجب علينا التذكير بالاتي :-
يقول تعالى في سورة فصلت-46(((من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد)))
وفي الحديث القدسي ((( يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)))
وقد قسم العلماء الهداية لنوعين .:::::
الأول ::: هداية دليل وارشاد ..وهو بيان الطريق ويدل عليه وعلى الانسان الاختيار او الرفض يقول تعالى (((لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ))) البقرة ...ويقول تعالى(((واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى)))اتفق ابن كثير والطبري والقرطبي بان هديناهم هنا أي بينا لهم ...
ويقول تعالى في سورة محمد-25 (((ان الذين ارتدوا على ادبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم واملى لهم))).
الثاني:::زيادة وفضل ومعونة ..
يقول تعالى في سورة محمد-17(((والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم)))فالله تعالى يبين الطريق لصراطه المستقيم فمن يريدها ويبحث عنها يعطيه الله اياها ..كما في سورة يونس-108(((قل ياايها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها وما انا عليكم بوكيل)))..وقد بين ذلك الشيخ محمد الغزالي في كتاب عقيدة المسلم (((نحن نجد ان اطلاق المشيئة في اية تقيده اية اخرى يذكر فيها الاختيار الانساني الصريح)))..بمعنى ان اضلال الله للشخص معناه ان هذا الشخص هو الذي اثر الغي على الرشاد كما في قوله تعالى (( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها))) ..وكما في سورة الصف-5((فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين))..فالتنويه بالاتجاه البشري عادة من اراد هنا او هناك ...ويقول تعالى في سورة النساء الاية رقم 115(((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)))..((((((((نوله ما تولى))))))) ..
...ما معنى (((يضل من يشاء)))....لننظر الى من توجه لفظ المشيئة هنا ..
يقول تعالى في سورة البقرة-27(((وما يضل به الا الفاسقين. الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون)))
..ما معنى (((يهدي من يشاء)))...
في سورة الرعد-28(((قل ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب.الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب)))..فهو سبحانه يهدي اليه من اناب فهي الارادة الانسانية .
.. فالمشيئة هنا في الضلالة والهدى (((يشاء))))) تعود على ضمير العاقل هنا (((من))) أي ان الله تعالى يهدي من يشاء الهداية ويضل من يشاء الضلالة .وهذا ما تبينه الاية كما في سورة يونس-108(((قل ياايها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها وما انا عليكم بوكيل)))..
وكما جاء في سورة الرعد ايضا الاية 27 ((قل ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب))..فمن يشاء عائدة على من اناب ولايمكن ان تكون لله لان اناب بمعنى(( تاب وعاد)) وهذا يظهر اكثر في سورة الكهف -29(((وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر))) وقوله تعالى في سورة البلد -10((وهديناه النجدين)) أي بينا له السبيل للشقاء والسعادة وعليه الخيار بطبعه وكمال عقله كما جاء عند مجاهد .
وقوله تعالى في سورة الانسان - 4(((انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا)))..انتهى.